الاتجاه الرومانسي( الرومانتيكي ) :

الاتجاه الرومانسي( الرومانتيكي ) :
يهدف الاتجاه الرومانسي إلي التأكيد علي التعبير النفسي والعاطفي ، كأسلوب معارض للبحث التقليدي عن القيم الجمالية في العمل الفني ، والاتجاه الرومانسي في الفن يعتبر بمثابة ثورة ضد سيطرة الأصول الإفريقية علي ميادين الفنون ، حيث تقيد الفنان بالمحاكاة الكلاسيكية التي حالت دون الخيال المبتكر والتعبير عن الانفعالات النفسية
كانت احداث الثورة الفرنسية دافعا لاتجاه الفنون نحو نزعة التعبير عن الانفعالات القوية، تلك التي تعارضت مع المفاهيم المحافظة في فن ” دافيد ” واتباعية في المذهب الكلاسيكي الجديد
- فكان الاتجاه الرومانسي ثورة بهدف التخلص من المبادئ والقيود ، ومصادر الاستحياء والمحاكاة الكلاسيكية الاغريقية ، التي كانت قد سيطرت علي مفاهيم الفن .

- المذهب الرومانسي يستهدف اطلاق ارادة الفنان بعيدا عن القاعدة والنشاط الذهني ، غير ان وجهة الفن في المذهب الرومانسي كانت مرتبطة دائما بعوامل اضفاء الصبغة الموسيقية ، وتهيئة الاجواء الشاعرية المأخوذة عن الطبيعة ومن الاحداث اليومية
كانت الحركة الرومانتيكية مظهرا من مظاهر الفردية التي بدأت تظهر في مجتمع الطبقة المتوسطة الجديدة ( البورجوازية ) ، وامتدت إلي مجالات الفكر والشعر والمسرح ، وانتشر الأدب الرومانتي في جميع أنحاء أوربا ، وظهر في فرنسا علي يد " هوجو ود يموسية " ، وفي انجلترا علي يد " شيل وبايرون " ، وفي ألمانيا علي يد " جوته وشيلر " ، وفي روسيا علي يد " يوشكين "
تميز الفن الرومانتي بظهور نوع من الانفعالات لم يظهر في النزعة الكلاسيكية الجديدة ، فبينما تنعدم الحركة في الفن الكلاسيكي الجديد ، نجد الفن الرومانتي مليء بالخطوط المنحنية ، كما يسعي الفنان في أعمالة إلي استجداء عطفنا علي المتألم والمظلوم

- انتشرت الحركة الرومانتية الفنية بسرعة مذهلة في البلاد الأوربية ، مثل ايطاليا – وبلجيكا – هولندا، بالرغم من قمة ازدهارها في انجلترا وألمانيا واسبانيا
فرنشسكو جويا :
ظهرت النزعة الرومانتية في اسبانيا بفضل المصور " فرنشسكو جويا " ، الذي تعلم التصوير مع المصور " لوران " ، وبالرغم من أنة تأثر في بداية حياته الفنية بعدد من المصورين الأسبان ، إلا أنة كون لنفسه أسلوبا خاصا به بعد ذلك

- ذهب " جويا " إلي مدريد وسنة 14 عاما والتحق بأكاديمية " سان فرنا ندو " ، ثم كلف بعمل 40 لوحة للقصر الملكي ، تصور هذه اللوحات موضوعات متعددة من الحياة الاسبانية بأسلوب زخرفي يتضح فيه التأثر بفن الركوكو ، إلا أنة ترك أسلوب الركوكو بعد أن عين مصورا لبلاط " شارل الثالث " وبدا في رسم لوحات لإفراد الطبقة الارستقراطية في المجتمع الاسباني ، وكان متأثر في هذه الفترة بالأسلوب الفني للمصورين " فلاسيكيز " ، و" رامبرانت " في لوحة ( نساء في الشرفة- 1795م )

- عين المصور الأول للملك " شارل الرابع " ورسم لوحته المشهورة ( عائلة الملك شارل الرابع – 1800م ) فصور العائلة الملكية التي أتت لتزوره في مرسم القصر ، وكان متأثرا بأسلوب " رامبرانت " في معالجاته للضوء والظلال تأثر بالتكوين الفني "لفلا سيكز " في لوحته ( وصيفات الشرف )
تغير الأسلوب الفني " لجويا " وخاصة في اختياره لموضوعات الساعة ، ويظهر ذلك في اللوحات التي تصور الأحداث السياسية التي مرت بها اسبانيا بعد عزل " شارل الرابع " من الحكم ، واحتلال جيوش نابليون لبلادة في عام 1808م وإساءة معاملة أهل البلاد
فالأعمال الفنية التي رسمها في الفترة من 1810- 1815 م تعبر عن خيبة الأمل التي صدم بها ، والآلام التي أحس بها بعد أن تساهلت العائلة الحاكمة في تسليم البلاد للعدو

- ويتضح ذلك في لوحته الثورية ( 3 مايو 1808 في مدريد – 1814م ) ، ويصور العمل الفني مذبحة حقيقية شاهدها " جويا " عندما تمكن القائد الفرنسي " مورات" من السيطرة علي المدينة بعد أن قامت مظاهرات صاخبة في الشوارع ضد المستعمر ، وأمر الحاكم بإعدام مئات من أفراد الشعب في 3 مايو ، وسجل " جويا " احتجاجه السياسي علي ما شاهدة في عمل فني عاطفي مثير ، فرسم عملية الإعدام في الليل ، كما يضيء هذا المشهد الدرامي مصباح يعكس ضوءه علي الشخص الذي يتوسط العمل الفني والذي يرتدي زيا ذا لون ابيض واصفر ، وللتأكيد علي الدراما المأساوية والوحشية لموضوع العمل الفني ، رسم الفنان دماء ألقتلي علي الأرض

ويعتمد بناء العمل علي صور متناقضة بين المناضلين من الناس البسطاء بمعاناتهم ، والكشف عن طباعهم المنفردة وانفعالاتهم الخاصة ، وبين مجموعة الجنود الذين قد محيت شخصياتهم وغلظت قلوبهم ، وهؤلاء اداة الظلم والاضطهاد
ويلاحظ في صياغة العمل حيوية البقع المتضادة بين الاضواء والظلال لمجموعة الاخيلة الظلية الحادة والقلقة للأشخاص ، فنلاحظ التضاد بين مصباح الطريق الاصفر الشاحب وهو يضيء ساحة الاعدام ، وبين الزرقة الحالكة لليل الكئيب الذي يخبرنا عن توتر مأساوي في هذه اللوحة
بعد انسحاب الفرنسيين من البلاد ، واعتلاء الملك " فرديناند السابع " الحكم ، لم تصلح العائلة الحاكمة من حال البلاد ، فضاق " جويا " من ذلك ، وهجر المجتمعات الاسبانية ، وبدا في رسم لوحات ساخرة بالقلم تهكم فيها علي المجتمع الاسباني ، كما تلاحظ أن لوحاته التي سيطر عليها الخيال مثل لوحة ( ساترون يأكل احد أولادة ) تعبر عن حالة القلق والتوتر التي وصل إليها بعد إصابته بحالة نفسية
ثيودور جيركو :
- من رواد المدرسة الرومانسية في فرنسا ، نشاء في عائلة غنية بمدينة " روان " ، ودرس التصوير مع المصور " فيرنيه " مصور مناظر الصيد والسباق ،ثم امضي سنة مع المصور " جيران " الذي اثر علي اسلوبة الفني ،فاتسمت أعمال " جيركو " بالحيوية في موضوعات فرسان نابليون التي رسمها ، ويؤكد ذلك لوحة ( فارس الحرس الملكي – 1812م )
- سافر إلي باريس ، ودرس أسلوب الفنان " مايكل أنجلو " في لوحات مصلي " سقف كنيسة سيستينا " ، كما درس رسوم الجياد التي نفذها " ليونارد دافنشي " ، فقام بعمل دراسات متعددة للجياد المتوحشة ، فكان أول من اتخذ الخيل موضوعا مستقلا للتصوير ، فاهتم برسم حركاتها المختلفة ، مثل لوحة ( جواد أفزعة البرق ) ، فكان الجواد في نظر الفنان يرمز إلي النشاط والإحساس الرومانتي
بعد أن رجع إلي باريس ، رسم أول محاولة للتعبير عن النزعة الرومانتية ، لوحة ( طوف ميدوزا – 1819م ) وعرضها في صالون نفس العام
وتصور هذه اللوحة التي تعتبر عن فاجعة واقعية لمجموعة من البحارة تمكنوا من النجاة علي طوف من الخشب بعد أن غرقت سفينتهم في المحيط ، إلا أن بعضهم اثر فيه الجوع والعطش فلاقوا مصرعهم ، ولرغبة الفنان في إخراج العمال الفني التعبير بأسلوب واقعي ، وللتعبير عن انفعالاته استعان ببعض الجثث الحقيقية لرسم الموتى ، كما استعان بالمصور " ديلاكروا " في رسم احد البحارة ، ونلاحظ أن الفنان في هذا العمل قد جمع بين رسم الجسد العاري الذي أدخلة " دافيد " ، وبين واقعية الموضوع وانفعاله الرومانتي
- يتضح ان ”الجيركو ”اشاع في العمل الفني فاعلية كشفت عن مختلف الانفعالات في الصور الشخصية ، ذات الحيوية حيث تنتقل تعبيرات وجوهها من حالة اليأس الي حالة الامل ، في طرف العمل جهة اليسار يظهر شخص جالس ينحني ويحمل ابنة الميت علي زراعة ، وفي مركز المجموعة التي تتجه ناحية اليمين بحار – زنجي يصعد فوق برميل ، ويلوح بقطع من قميص
- درس ” جير يكو ”مادة موضوعة بطريقة مقنعة ، حيث حول الدراسة الاولية الي عمل فني ، صور فيه من اشكال الحيوانات البحرية الفظة اجسام الموتي ، فرسمهم بعناية فائقة ، ،وكان يهدف من وراء رسمها تسجيل تلك التغيرات التي يرسمها الموت علي الانسان
- سافر إلي انجلترا ، ورسم عدة لوحات لسباق الخيل وللحياة الرياضية واليومية بها