محمدمقلد Admin
عدد المساهمات : 237 تاريخ التسجيل : 19/12/2010 العمر : 55
| موضوع: ظاهرة التسرب من التعليم الأحد ديسمبر 26, 2010 7:25 pm | |
|
مفهوم التسرب
H " يعني التسرب ترك التلميذ للمدرسة قبل إكمال المرحلة المتوسطة "
H وقد عرفت اليونيسيف التسرب عام 1992 بعدم التحاق الأطفال الذين هم بعمر التعليم بالمدرسة أو تركها دون إكمال المرحلة التعليمية التي يدرس بها بنجاح ، سواء كان ذلك برغبتهم أو نتيجة لعوامل أخرى ، وكذلك عدم المواظبة على الدوام لعام أو أكثر.
وهذه الظاهرة تعانى منها كل الدول بدرجات ولأسباب مختلفة . وتعاقب الدول المتقدمة وعدة دول نامية ولي أمر المتسرب. ففي بريطانيا مثلا تصل هذه العقوبة إلى نزع الحضانة ، أو بغرامة تعادل 4500 دولار ، أو السجن . فهناك احتمال بانجرار المتسربين إلى جرائم تضر أهاليهم ومجتمعهم فضلا عن ضياع فرصة التعلم والتطور على المتسرب كإنسان ومواطن ، وكذلك ضياع الخطوة اللازمة للتعلم مهنيا لفائدته و فائدة المجتمع معا. والتسرب نزيف يسهم مع الرسوب بهدر نسبة كبيرة من المال المخصص للتعليم في البلدان العربية. و هذا المال استثمار في العنصر البشري كأي استثمار في القطاعات الأخرى له مردودات اقتصادية واجتماعية كبيرة .
و لكن من جهة أخرى ، علينا ألا ننسى أن التعليم صار من الحقوق التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة (26) : " لكل شخص حق في التعليم. ويجب أن يُوَفَر التعليم مجانا ، على الأقل في مرحلتيه الابتدائية والأساسية. ويكون التعليم الابتدائي إلزامياً . و حق الطفل بالتعليم نصت عليه المادة (29) من اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة . فالتعليم حسب المادة (29) هو الذي يعمل على تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى إمكاناتها وتنمية احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية والمبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة ..الخ.
عوامل وأسباب التسرب
تتعدد عوامل التسرب من التعليم وتتفاوت من المدينة إلى الريف وحسب الجنس ومن الصعب إبراز عامل معين لهذه الظاهرة فهي تتداخل وتترابط وتتفاعل مع بعضها لجعل التلميذ يتسرب، وأهم هذه العوامل:
1- العوامل التربوية:
ان عناصر التربية والتعليم الأساسية هي ( التلميذ والمعلم والمنهج والإدارة ) وما ينفر التلميذ من المدرسة قصور التفاعل اللازم فيما بينها من جهة و مع حاجات المجتمع من جهة ثانية . ويتمثل القصور فيما يلي :
* صعوبة مفردات المنهج، أو افتقارها إلى التشويق ، أو بعدها عن بيئة وحياة التلميذ مما يؤدي إلى كره المادة ثم كره المدرسة. وقد جرت تغييرات طفيفة على المناهج في السنوات الأخيرة ولكنها لا تفى بالمطلوب .
*القصور في كفاءة المعلم وفي علاقته بتلاميذه . فكثير من المعلمين لم يتلقوا تدريبات أو دورات تأهيلية كافية تمكنهم من التعامل بطريقة تربوية صحيحة مع التلاميذ .
*ان عددا غير قليل من أطفال الصف الأول ( المرحلة الابتدائية ) يتركون الدراسة بسبب عدم التأقلم مع الأجواء الجديدة في المدرسة ، وذلك لعدم تهيئة الطفل للمرحلة الابتدائية وقلة عدد رياض الأطفال .
*بعض المدارس بعيدة عن المنازل وعدم وجود وسيلة للنقل من والى للمدرسة في الأرياف والقرى البعيدة عن المدن .
* ضعف الاهتمام بالأنشطة اللاصفية أو انعدامها في بعض المدارس ، والرسوب المتكرر، وعلاقة التلميذ مع أقرانه .
* نفور التلميذ من المدرسة بسبب كثرة الواجبات وقسوة المعلم.
* ضعف مستوى الإدارة المدرسية الثقافي والتربوي ، فهي لا تتابع حالات الغياب بشعور من المسؤولية ، وضعف العلاقة بين المدرسة والأهالي ، وسوء معاملة التلاميذ مما يؤدي بهم إلى كره المدرسة.
2- العوامل الاقتصادية:
* عدم قدرة الأهل على تلبية مصروفات التعليم التي لا يجهلها احد . * البطالة التي يعاني منها أولياء أمور التلاميذ ، مما يضطر الآباء إلى دفع الأبناء إلى أشغال هامشية للتخفيف من الفقر والحاجة . * عدم كفاية الإنفاق الحكومي على التعليم ، مما يؤدي إلى ضعف كفاءة العملية التربوية والتعليمية.
3- العوامل الاجتماعية:
* النظرة المتخلفة إلى تعليم الإناث ، وخصوصا في الأرياف والأحياء الفقيرة .
*كما تلعب عوامل أخرى دورها في اتساع الظاهرة مثل : حجم الأسرة ، مهنة الأب ، تعليم الأبوين ، درجة تماسك الأسرة أو تفككها ، ارتفاع نسب الطلاق وتعدد الزوجات ، اتجاهات الأسرة نحو التعليم ، الزواج المبكر للإناث ، قصور متابعة الآباء للأبناء ، التأثر بأصدقاء السوء .
4- العوامل الثقافية : * عدم توفر الوعي الثقافي لدى بعض الأسر يجعلهم لا يدركون مدى الضرر الذي يلحق بأبنائهم من جراء انقطاعهم عن المدرسة. * النظرة الدونية إلى التعليم والبطالة الواسعة بين الخريجين وصعوبة الحصول على فرص التعيين في القطاع العام ، قللت من أهمية التعليم لدى العديد من الأسر.
* ضغوط الأهل على إدارة المدارس والمعلمين في الامتحانات ( المجاملات ) لدفع أبنائهم إلى صفوف أعلى ، رغم تدني مستوياتهم العلمية.
الآثار السلبية للتسرب من التعليم
♦ يعد التسرب من التعليم من اخطر الأزمات التي تعصف بواقعنا هذه الأيام ، لتأثيره بصورة سلبية على مستوى السلوك الاجتماعي للأطفال ، ويولد لديهم حالة من الاحتقان أو الاضطراب الفكري وعدم الاستقرار . ♦ وبصفة عامة فالأطفال المتسربين من التعليم ظاهرة اجتماعية خطيرة , قد تؤدى بدورها إلى نشأة ظاهرة أخرى هى أطفال الشوارع فهم كالقنابل الموقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت تدمر المجتمع لأنها أساس العديد من المشكلات الخطيرة كالإرهاب والإدمان والسرقة والاغتصاب والقتل والعنف ضد الأفراد و الممتلكات العامة . ♦ كما أنها من اخطر الآفات التي تواجه العملية التعليمية ومستقبل الأجيال في المجتمعات المختلفة لكونها إهدار تربوي لا يقتصر أثره عليهم فحسب بل يتعدى ذلك إلى جميع نواحي المجتمع ، فهي تزيد معدلات الأمية والجهل والبطالة وتضعف البنية الاقتصادية والإنتاجية للمجتمع والفرد وتزيد الاتكالية والاعتماد على الغير ♦ كما تفرز للمجتمع ظواهر خطيرة كعمالة الأطفال واستغلالهم ، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة حجم المشكلات الاجتماعية كانحراف الأحداث وانتشار السرقات والاعتداء على ممتلكات الآخرين مما يؤدي إلى ضعف المجتمع وانتشار الفساد فيه . ♦ بالإضافة إلى أنها تمثل ضياعاً وخسارة للتلاميذ أنفسهم لأنها تترك آثارها السلبية في نفسيتهم وتعطل مشاركتهم المنتجة في المجتمع00
الحلول المقترحة لمشكلة التسرب الدراسي
لا ريب أن معالجة التسرب واضحة من عرضنا لأبرز العوامل المؤدية إليه. وهذا لا يقع على عاتق العاملين في قطاع التربية والتعليم وحدهم . فنجاحهم يعتمد كثيراً على تضافر المؤسسات الاجتماعية الأخرى والمجتمع المحلى والأهالى ، من اجل الخروج من هذه الأزمة . مع ذلك نختتم بمقترحات موجزة للتخفيف من التسرب .
- تفعيل العمل بقانون التعليم الإلزامي والعقوبات الواردة فيه على أولياء أمور المتسربين.
- إعادة صياغة المدارس كمنظومة بحيث يصبح للتعليم معنى لدى التلميذ وتصبح المدارس وسيلة يسعى إليها رغبة لا رهبة ، ووسيلة يجد فيها ما يعود عليه بالنفع .
- تطوير اهتمام أولياء الأمور بالعملية التعليمية و بآرائهم ومقترحاتهم بشأن سير العملية.
- معالجة البطالة والعمل على رفع مستوى الأسر فهناك أطفال كثيرين تسربوا من التعليم نتيجة لظروفهم الاقتصادية الصعبة .
-التأهيل المستمر للمعلمين لمواكبة التطور المستمر للمناهج التعليمية، واستخدام الوسائل المبتكرة في ذلك خاصة ( التعلم النشط وحجرات مناهل المعرفة والإنترنت ) .
- السعي إلى خفض نسب التسرب من التعليم ووضع ما يلزم من برامج من أجل رفع مردودية التعليم بمختلف مستوياته.
- توفير المزيد من رياض الأطفال.
- وقف أشكال العنف في المدارس لاسيما العقاب الجسدي .
- تعزيز مكانة العاملين في مجال التعليم وتشجيعهم للاهتمام ببرامج التعليم وتطويرها.
-الاهتمام بإعداد المناهج وأماكن التعليم ووسائله وإدخال التعلم الجماعي والعملي عن طريق المجموعات والنشاطات اللاصفية .
- التوسع في فتح المدارس المسائية لاستيعاب الذين لا تساعدهم ظروفهم الحالية من إكمال دراستهم أو الاستمرار في الدراسات الصباحية .
- التوعية بأهمية التعليم والالتحاق بالمدرسة.
- تشجيع منظمات المجتمع المدني على القيام بمشاريع في القرى لمحو الأمية وتعليم الأطفال المتسربين .
- توعية الأسرة بضرورة إرسال بناتهم إلي المدارس .
- يجب ان تلعب نقابة المعلمين دورها في التوعية وإعداد البرامج والمناهج . - زيادة التخصيصات المالية للتعليم في الميزانية.
وإذا المعلّمُ لم يكـنْ عدلاً مشى روحُ العدالةِ في الشبابِ ضـئيلا
وإذا المعلّمُ سـاءَ لحـظَ بصيـرةٍ جاءتْ على يدِهِ البصائرُ حُـولا
وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى ومن الغرور ِ فسَمِّهِ التضـليلا
وإذا أصيـبَ القومُ في أخلاقِـهمْ فأقـمْ عليهـم مأتماً وعـويلا
إنّي لأعذركم وأحسـب عبئـكم من بين أعباءِ الرجـالِ ثقيـلا
وإذا النسـاءُ نشـأنَ في أُمّـيَّةٍ رضـعَ الرجالُ جهالةً وخمولا
ليـسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من هـمِّ الحـياةِ ، وخلّفاهُ ذليـلا
فأصـابَ بالدنيـا الحكيمـة منهما وبحُسْنِ تربيـةِ الزمـانِ بديـلا
إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ أمّاً تخلّـتْ أو أبَاً مشغـول ا | |
|